البريد الإلكتروني
التوجهات الاساسية المدينية والمعمارية لاعادة الاعمار
  نتيجة التحليل اللازم لعناصر ومفردات المخطط المديني للمنطقة، وضعت توجهات معمارية منها العامة على صعيد منطقة الدرس ككل واخرى خاصة تتعلق بالشوارع باختلاف اهميتها وقد جاءت على الشكل التالي:


التوجهات المعمارية العامة :
     • حدَّدت الجزر المهدَّمة جزئياً أو كلياً والمطلوب إعادة إعمارها، بتقاطع الشوارع الرئيسة مع الشوارع الداخلية أو مع الشوارع الثانوية ومع الدروب(Zones).
     • المحافظة على كل الدروب والممرات الظاهرة في الخرائط، والموروثة عن شبكات الطرقات الزراعية التي سبقت فورة الاعمار.
     • التاكيد على ان علاقة المباني الموجودة والتي سترمم، أو المباني التي سيعاد بناؤها بالشارع، هي علاقة حاسمة، تساهم في صياغة التصميم المديني العام لمنطقة الدرس، كما أنها تساهم في إعطاء كل شارع نكهته، وطابعه، ودوره في التأليف العام.
     • العمل، حيث امكن، وفي المباني التي سيعاد بناؤها على العقارات ذات المساحات الملائمة، على استحداث طابق سفلي او اكثر، تخصَّص لتكون مرآباً. أما في المباني فوق عقارات صغيرة متلاصقة، يُلحظ طابق أو طوابق سفلية تخصص لتكون مرآباً واحداً مشتركاً لمجموعة المباني الصغيرة المراد إعادة إعمارها.
     • إن المفاصل والتقاطعات، وإن ارتدت اهمية متفاوتة في التصميم المديني لمنطقة الدرس، هي بوابات للشوارع وعلامات فارقة في الأمكنة ذات قيمة رمزية.ولهذه المفاصل أو التقاطعات قيمتها الخاصة في النسيج العام، ومن الضروري إيجاد اللغة المعمارية الملائمة لكل منها، وإبرازها، وإظهار دورها في التصميم المديني لمنطقة الدرس، وفي الكتابة الاجمالية لعمارة المكان.
     • إن كل العقارات التي سيتعذر البناء عليها، وكل الفضلات الناجمة عن التخطيطات المعمول بها، ستضاف إلى الحيز العام، وستساهم عبر تنظيمها في استحداث الفسحات، والساحات، والحدائق العامة. (عقار 73,774،....)
     • معظم الشوارع في منطقة الدرس هي غير منبسطة. وعليه يجب العمل على ايجاد الحلول المناسبة لانعكاسات اختلاف المناسيب على المسطحات، وفي الواجهات، وفي عمارة الشارع.
     • تبسيط الكتل، خاصة في الشوارع الرئيسة وفي الشوارع الفرعية، حرصاً على كتابة عمارة اليفة، قريبة من مشاعر الناس.
     • المطلوب في تصميم الكتل وفي الكتابة التفصيلية لعمارة الواجهات، تجميع الشرفات وحصرها في شرفتين أثنتين (جلوس، وخدمة) إذا أمكن. مع ترك الخيار لكل معمارٍ في نطاق عمله، الحرية في الكتابة المعمارية التفصيلية.


التوجهات المعمارية التي تتعلق بالشوارع باختلاف اهميتها داخل منطقة الدرس وخارجها هي:
في عمارة الشوارع الرئيسة :
- تلاصق المباني واصطفافها:
     - تقوم العمارة في الشوارع الرئيسة على مبدأ التلاصق والإصطفاف بموازاة الشارع عند حدود التراجع الالزامي، ليصنع هذا المبدأ عمارة الشارع أو جدار الشارع.
     - المنظور متكامل من أول الشارع إلى آخره. لا قطع أفقي فيه.
     - تحديد تيبولوجية الواجهة في عمارة الشوارع الرئيسة على الشكل التالي :
          = الطابق الأرضي بارتفاع 5,5 م
          = الطوابق العلوية متكـررة بحريـة. فيهـا زخرف ، وتجاويف ونتوءات، وفق القوانين المرعية الاجراء.
          = يعَالج الطابق الأخير مع السطح، باعتماد مفردات معمارية مختلفة، تدل على نهاية البناء.
     - الساحات والفسحات:
          = المباني التي تحيط بالساحة تحدِّدها، وتصنع مجالها وهويتها وتدل على اهميتها.
          = تُدرس الساحة بعناية، من منطلق اهميتها في الحياة العامة.
     - الرصيف أمام الأبنية:
          = تأمين استمرارية الرصيف أمام المباني. رصيف عريض مشجَّر بانتظام، وبالأشجار الملائمة.
          = ضرورة الاهتمام الخاص بمناسيب الطرقات والارصفة ومداخل الابنية والمحلات وتحقيق علاقة سليمة فيما بينها بما يؤمن بيئة دامجة لذوي الاحتياجات الخاصة ومرونة في حركة المشاة.
     - الألوان المقترحة:
          = تحدِّد المواد المستعملة ألوان الواجهات. والألوان المقترحة هي الألوان السائدة ومصدرها طبيعة المنطقة (الرمل، الحجر، التراب) أي أن تكون الألوان فاتحة، مضيئة، بصورة عامة مع امكانية استعمال جزئي ومحدود لألوانٍ أخرى في بعض النتوءات أو في بعض التجاويف.


التوجه الأساسي في عمارة الشوارع الفرعية والثانوية:
- تصميم الكتل المعمارية في هذه الشوارع، مستلهم من تصميم الكتل المجاورة ومن اللغة المعمارية في الشوراع الداخلية المتصلة بها.
- التقيد بمبدأ الموازاة مع الشارع ضروري، إلاَّ أن تراجع الكتل عن محور الشارع يمكنه أن يكون مختلفاً، ليكون غلاف الشارع أقل قسوة وأكثر ديناميكية، مع لحظ فسحات صغيرة أمام المباني المتراجعة. يبتعد التصميم هنا عن العقلانية القاسية ليتناغم ويؤكد على طبيعتها العفوية والحرّة المستوحاة من شكل ومسار هذه الشوارع ، ويُفسح في المجال أمام المصمِّم لاعتماد مشاعره وأحاسيسه في التصميم.
- يمكن أن تتعدد الألوان في المباني ضمن مجموعة الألوان المقبولة (ألوان فاتحة متجانسة مع المحيط العام).
اذاً بعد هذا الجهد، اصبح بين ايدينا مخطط تنظيمي مديني لجزء من الضاحية الجنوبية التي دمّرتها الحرب بمنطلقات واضحة وتوجهات اساسية مدينية ومعمارية.

تم في هذه المرحلة وبعد تحديد المنطقة المهدمة وتقسيمها الى ثلاثين مربعاً لزّمت الدروس فيها الى 30 مكتباً استشارياً التي طُلب منها اعداد الدراسات بما يتوافق مع كل ما صدر عن الهيئة الاستشارية في مشروع وعد حيث كانت تمر الدراسات في المراحل التالية:
- عرض الدراسات الاولية (Avant Project) على الهيئة الاستشارية، ليتم مناقشتها وتحكيمها وفقا لمعايير المخطط التنظيمي المديني والموافقة عليها.
اما المرحلة الثانية وفي خطوة لعلّها غير مسبوقة في مجال اعادة اعمار بهذا الحجم، كانت الدراسات تعرض على المالكين وذلك لاجل:
- شرح المشاريع المقدّمة للمالكين وعرض التغييرات الحاصلة في التصاميم.
- التاكد من ان الدراسات مطابقة للوضع السابق لناحية المحافظة على المساحات والملكيات وغيرها من التفاصيل التي تعنيهم.
- اخذ ملاحظات المالكين او اقتراحاتهم على الدراسات بغية تطويرها وتصويبها.
إن التأكيد على عرض المشاريع على المالكين واشراكهم بشكل فعّال في عملية اعادة الاعمار كان له الدور الاساس في تحقيق اهم ما في رؤية مشروع وعد، حيث ان هذه الملاحظات والاقتراحات غالبا ما كانت قيمّة وتضفي قيمة خاصة على التصاميم الموضوعة.
ان هذا الاجراء تتطلب الكثير من الجهد والوقت، بحيث لم تخلو بعض الحالات من تعقيدات اثّرت على سير المشروع بطريقة او اخرى وقد عُمل على تجاوزها بفعل العمل الدؤوب والتواصل الدائم والثقة المبنية مع اهلنا.