اعتاد لبنان في محنه وأزماته المتلاحقة ، أن
يستفيد من بعض الدول المانحة ، عربية وأجنبية ،
ولكن المحنة الأكبر التي كان يتعرض لها ، هي أن
الدولة المانحة كانت تعطي بيد وتأخذ باليد الأخرى
، فأصبح لبنان مرهوناً لكثيرٍ من السياسات
والأقطاب الغريبة عن هويته العربية الأصيلة ، ومن
ناحية ثانية ، كانت بعض الدول المانحة تشترط أن
تكون المشاريع المنفذة عبر شركات تابعة لها وهذا
الأمر هو أشبه بتسويق لشركات الدول ولا يمت إلى
المنح بصلة.
وتزخر الأمثلة في هذا المجال، ولا يمكن حصرها هنا
، ولكن الوجدان اللبناني مليء بالأمثلة
الاستغلالية والسيئة لهذه الطريقة التجارية في
الهبات والمنح والمساعدات ..
وحدها الجمهورية الإسلامية ، تقدم بكل مقابل ،
وتمنح بلا شروط ، وتساعد دون النظر إلى الهوية
والمذهب والدين ، فإعمار الكنائس يشبه إعمار
المساجد ، وبناء الجسور لا يعرف الجغرافيا ولا
الديموغرافيا ، فقط كان الهدف مساعدة هذا الشعب
المنتصر بكل ألوانه وأطيافه .
من هنا كانت نصاعة العمل ، ووضوح الرؤية في الهيئة
الإيرانية للمساهمة في إعمار لبنان ، فعملت بلا
كلل ولا ملل ، ونفّذت في وقت قياسي مشاريع تعجز
عنها كبرى الشركات في عشرات السنين .
بعد أن توقفت أعمال العدوان في آب 2006م ، حيث كان
لبنان يمر بوقت عصيب يشبه سني يوسف (ع) في قحط مصر
، وحال اليمن بعد انهيار سد مأرب ، هذه الفترة
العصيبة والمرحلة الضيقة جداً على اللبنانيين ،
كانت تمر بالدقيقة والثانية ، برز شعاع الأمل من
إيران ، والصديق عند الضيق كما يقال ، فهبت إيران
حكومة وشعباً لنجدة لبنان، فكانت الهيئة الإيرانية
للمساهمة في إعمار لبنان .
الشهيد حسام خوس نويس: شعاع من نور إيران
شعاع من الجمهورية أضاء سماء لبنان المقاوم لينير
ما هدمه العدو الصهيوني في حربه المدمرة عام 2006،
من خلال تدميره كل مقومات العيش المادية إلا
النفوس الأبية التي إزدادت رفعة وصلابة وإخلاص
وتفاني ليجسد مقولة إذا الشعب يوماً أراد الحياة
لا بد أن يستجيب القدر بالنصر أيضاً من خلال
المجاهدين الأبطال والشعب الوفي.
كما كان من المجاهدين الأبطال، هو ليس لبناني
الجنسية لكنه نور من أنوار الجمهورية حمل هموم
ومصاعب ومعاناة الحرب على لبنان ليبرز دوره في
إعادة إعماره وليحكى عنه أطفال الجنوب حكايات من
العطف والحنان ويذكره المسنين في حكايات الأمجاد
وليأخذوا منه الشباب همة العنفوان، وتسأل عنه قرى
الجنوب أين الوجه البشوش؟ أين اليد السمراء؟ أين
صاحب الأخلاق الرفيعة، ليردوا له الجميل على ما
قدم من أعمال وطرقات وحدائق وكنائس ومساجد ومدارس
فيجيب الباري جل وعلا: شرف الشهادة منتهى العطاء،
فهنيئاً لك يا شهيد العطاء لقد كنت في الدنيا
نموذجاً للمحبة والتفاني وفي الآخرة نلت شرف
الشهادة.
فيديو خاص بالشهيد حسام:
http://www.youtube.com/watch?v=WHD-Q4pQOOk
http://www.youtube.com/watch?v=37hWZCQVNHY
|