الأمين
العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله خلال
إحتفال "الوعد الأجمل" في الضاحية الجنوبية ـ مربع
العزّة والكرامة، إن "الكل يعرف أن هدف حرب تموز
كان سحق المقاومة ولم يكن الهدف هو نزع سلاحها
وإخراجها من جنوب الليطاني واستعادة الأسيرين بل
كان الهدف سحق المقاومة وإخضاع لبنان كجزء من
متغيّرات كبرى يحضّر لها في المنطقة وخصوصاً في
فلسطين وسوريا ولاحقاً إيران لإقامة شرق أوسط جديد
وبالتالي إلحاق لبنان والمنطقة بالكامل بالمشروع
الأميركي الاسرائيلي ومحور الاستسلام العربي"،
مشيراً إلى أن
"الحرب
فشلت في تحقيق أي من أهدافها وخلال السنوات
الماضية بعد الحرب تحدثنا عن تلك الحرب وأهدافها
ومجرياتها وتداعياتها ونتائجها في المجالات
العديدة".
وسأل سماحته "لماذ يلجأ الاسرائليي الى هذا القدر
من التدمير؟ ولماذا لا يكتفي باستهداف المواقع
العسكرية؟ هل هناك حاجات عسكرية؟"، مؤكداً أن "ما
يرتكبه العدو الاسرائليي في هذا المجال هو جرائم
حرب، والاسرائيلي لديه نظرية تقول أن البيئة
الحاضنة يجب أن تدفع ثمن خيارها والمقاومة هي بنت
بيئتها".
وأضاف السيد نصرالله "نحن نحتفل كما إحتفلنا في 22
ايلول 2006 بالانتصار الالهي الكبير واليوم نحتفل
بإنتصار الاعمار على حرب التدمير بل هو احتفال
الصمود"، مشيراً إلى أن "أصحاب الوحدات السكنية
أصروا على أن يعاد بناء بيوتهم، على الرغم من أن
لبنان لا يزال في دائرة الخطر الاسرائيلي كما في
كل المنطقة".
وشدد سماحته على أن "الذين راهنوا على أن نخسر
ووجدوا أن الحرب فشلت ذهبوا الى مكان اخر"، مضيفاً
أن "في الايام الاخيرة من حرب تموز كان واضحا أن
الحرب تتجه الى النهاية وأن العدو ليس لديه
القدرة، وكان هناك من يراهن عند توقف الحرب على
دفع الامور الى أزمات إجتماعية".
قرار الإعمار
ولفت السيد حسن نصرالله إلى أن "الإمام السيد علي
الخامنئي إستجاب لإعادة الإعمار وكانت هناك
إستجابة من الرئيس أحمدي نجاد وفي تلك الايام التي
كانت تصل منها بعض الاسلحة وصلت أيضا ووصلت
الاموال"، مضيفاً "لم ننتظر الدولة لان الدولة بغض
النظر عن إمكاناتها هي بطيئة وستحتاج الى الوقت".
وقال سماحته "نحن ذهبنا الى هذه المغامرة لثقتنا
بأمور كثيرة أولا هو أن لدينا مشروعا بديلا ثانيا
ثقتنا بالتاس أن الناس بأغلبيتهم ستتقبل فكرتنا
بإعادة الاعمار. ولم يكن واضحا التمويل من
الدولة.. يجب أن يكون لدينا مال نبدأ به"، مضيفاً
قررنا إعطاء "مقطوعة مالية معينة في المدن ومقطوعة
مالية في الضيع والناس تعمر وهذا لم يكن مقبولا
وهنا نسجل للرئيس نبيه ببري دورا كبيرا في انجاز
هذا الاتفاق وهذا القرار واقناع الجانب الحكومي
بهذه الفكرة وبفضل الرئيس بري بدأت تدفع التعويضات
ومن خلال موافقته على أن نقوم من خلال مشروع وعد
على إعادة"، لافتاً إلى أنه "تم إنجاز الجزء
الاكبر من ترميم المنازل خلال الاشهر القليلة
للحرب وهذا حصل بمساعدة أموال الجمهورية
الاسلامية، إعادة إعمار المنازل والبيوت، بشكل
طبيعي المفترض أن تأتي الدولة بالمساعدات وتأتي
بموازنات ونحن لدينا أزمة دولة في لبنان نابعة من
أزمة النظام في لبنان وهذا بحث يطول".
وقال سماحته "أيا تكن الدول العربية الذي وصل
مالها الى الاهالي نتقدم لها بالشكر وشكر خاص
لايران شعبا ورئيسا لان لولا المال الايراني لما
انجزنا في هذه السرعة"، مضيفاً أن "حزب الله لم
يلزم أحدا. ومهمة وعد ووإعادة النباء كانت صعبة.
وكان الموضوع معقدا"، مشيراً إلى أن "القوى
السياسية كلها تعاونت. والحكومة دفعت وستكمل
الدفعات الثانية""، مؤكداً أنه "بالارادة إستطعنا
أن نبني جميعا حكومة وشعبا وجيشا وإستطعنا أن نبقى
بإرضنا.
والمقاومة التي أرادوا أن يسحقوها إزدادت قوة وعدة
وعديدا.
وشدد سماحته على أن "اليد التي عمرت هي موجودة على
الزناد دائماً، وكل مبنى سيهدم في الضاحية سوف
تهدم في مقابله مبان في تل أبيب"، وقال "كنا
قادرون على ضرب تل أبيب واليوم ليس فقط قادرون على
ضرب تل أبيب كمنطقة بل قادرون على ضرب أماكن
محددة، وإنتهى الزمن الذي نخرج فيها من بيوتنا ولا
يخرجون من بيوتهم إنتهى الزمن الذي نهجر فيه ولا
يهجرون، وجاء الزمن الذي سنيقى فيه وهم الى زوال".
كلمة سماحة السيد حسن نصرالله كاملةً
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على سيدنا ونبينا خاتم النبيين محمد وعلى آله
الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى
جميع الأنبياء والمرسلين.
الأخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته، ويسعدني أن أرحب بكم جميعاً في هذا الحفل
المبارك وفي هذا الإنجاز العظيم.
أولاً يصادف احتفالنا ولقاؤنا مناسبة عزيزة وغالية
هي الذكرى العطرة لولادة سيدتنا ومولاتنا سيدة
نساء العالمين السيدة فاطمة بنت محمد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، تلك السيدة العظيمة
الجليلة من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس
وطهّرهم تطهيراً، ومن القربى الذين أمر الله تعالى
بمودتهم كأجر لأعظم رسالة وتضحيات أعظم رسول، هي
السيدة التي كانت خلاصة نساء هذه الأمة لتكون
ممثلتهم مع رسول الله في مواجهة المباهلة، وهي كما
قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم
ابيها وروحه التي بين جنبيه وسيدة نساء أهل الجنة.
إننا نتلقى هذا التلاقي والتناسب بين احتفالنا
وانجازنا وهذه المناسبة بفأل حسن، أبارك لكم
ولجميع المسلمين في العالم ولحفيدها المهدي عليه
السلام هذه المناسبة العظيمة.
أيها الأخواة والأخوات: مناسبة احتفالنا هذا
معروفة للجميع، وهي موضوع حديثي بشكل أساسي.
أود أن أتحدث عن إعادة الإعمار في الضاحية
الجنوبية بالتحديد ضمن سياق عام، لأهمية هذه
التجربة، لمعانيها ومضمونها ودلالاتها وعبرتها،
ولإداء بعض الحق للذين كانوا شركاء حقيقيين في هذا
الانجاز اليوم. وفيما يتبقى من وقت إن شاء الله
سأتعرض لبعض العناوين السياسية على مستوى المنطقة
وفي لبنان.
هناك بعض الأمور يمكن أن أشير إليها كعناوين، وشهر
أيار والأشهر القادمة فيها مناسبات كثيرة، يمكن أن
أتحدث أنا وإخواني ونفصّل بعض هذه العناوين.
لذلك سأكتفي بالإشارة الإجمالية لبعض هذه العناوين.
الكل يعرف أن هدف حرب تموز كان سحق المقاومة، لم
يكن الهدف هو نزع سلاحها أو إخراجها من جنوب
الليطاني، أو استعادة الأسيرين أو ما شاكل، كان
الهدف سحق المقاومة وإخضاع لبنان كجزء من
المتغيرات الكبرى التي يحضر لها في المنطقة
وخصوصاً في فلسطين وسورية ولاحقاً إيران.
لإقامة شرق أوسط جديد، وبالتالي إلحاق لبنان
والمنطقة بالكامل بالمشروع الأميركي الإسرائيلي
ومحور الاستسلام العربي فشلت الحرب في تحقيق أي من
أهدافها. وخلال السنوات الماضية، بعد الحرب،
تحدّثنا وتحدّث كثيرون عن تلك الحرب وأهدافها
ومجرياتها وتداعياتها ونتائجها في المجالات
العديدة، من سياسية وأمنيّة وعسكرية ومعنويّة
ونفسية وأقتصادية وإجتماعية وإعماريّة والخ، ...
أنا سأتحدث بالجانب الذي يرتبط بالبعد الاجتماعي
النفسي وفيما يتعلّق بالاعمار أيضا بالاختصار
الممكن.
السؤال الأساسي دائماً: لماذا يلجأ العدو
الاسرائيلي إلى هذا الحجم من التدمير عندما يواجه
حركة المقاومة، أو عدواً يقاتله؟
لماذا لا يكتفي للقتال في الميدان، لماذا لا يكتفي
باستهداف المواقع العسكريّة والأهداف العسكريّة
والنقاط العسكريّة، وأن من يوسع عدوانه عامدا
لتدمير أكبر عدد ممكن من البيوت من المحلات
التجارية من الأسواق من المدارس من البنى التحتية؟
ما هو السبب؟ هل هناك حاجات عسكرية حقيقية لذلك؟
لا، ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في هذا المجال هو
جرائم حرب، وهو ماهيّته ماهية إجراميّة وإرهابية،
إن من يلجأ إلى هذا المستوى من التدمير (لديه
هدف)، لأن لدى العدو الاسرائيلي نظرية، أن البيئة
الحاضنة لأي حركة مقاومة سواء في فلسطين أو في
لبنان أو في أي مكان أخر يجب أن تعاني، يجب أن
تتألم، يجب أن تتحول حياتها الى جحيم حقيقي، يجب
أن تعيش حياة بائسة، يجب أن تدفع ثمن خيارها إن
كانت مقاومة وثمن حمايتها لخيار المقاومة.
وبالنهاية المقاومة هي بنت بيئتها، هي نتاج هؤلاء
الرجال والنساء والأمهات والآباء، هذا المكوّن
الاجتماعي، وهذا كله يشكّل ضغطاً. العدو
الاسرائيلي يتعمّد تحويل حياة الناس إلى جحيم في
أي مواجهة.
يتعمد (العدو) ـ كما يستعملون هم في مصطلاحاتهم ـ
كي الوعي، أن تفهم جيداً أن المواجهة مع العدو لها
أثمان باهظة جداً، إنك إن كنت تريد أن تعيش في هذه
المنطقة التي يتواجد فيها كيان إرهابي إجرامي هو
إسرائيل، إن كنت تريد أن تعيش حياة كريمة وعزيزة،
أن تكون لك أرضك وتحمي عرضك ويبقى رأسك مرفوعاً
يجب أن تقدّم تضحيات جسيمة ويجب أن تكون مستعداً
لتقديم التضحياات الجسيمة. إذا لم تكن جاهزاً
فعليك أن تقبل بالفتات، عليك أن تقبل بما يمنّ به
عليك الأميركي والإسرائيلي، من هامش حرية شخصية،
من قطعة أرض تمارس عليها حكماً بلدياً، أن تكون
مختاراً على مدينة، أن يبقى لاجئوك وأهلك خارج
الديار، وأن تبقى ذليلاً خاضعاً مستسلماً، هذا كي
الوعي وكان في مقابل هذه الحرب التدميرية كان هناك
حرب أيضا كنت هناك مواجهة أيضا كانت هناك مقاومة،
كما في المواجهة العسكرية المقاومة العسكرية، كما
في المواجهة الامنية مقاومة أمنيّة، كما في
المواجهة الاعلامية والحرب النفسية والسياسية
مقاومة من هذا السنخ كذلك في حرب التدمير، حرب
المس في الإرادة والمعنويات والعزم، هناك حرب
الإعمار، حرب الثبات حرب البقاء في الأرض، حرب
الصمود، وهذا ما يعبّر عنه مشروع الإعمار الذي قام
في لبنان في كل المناطق، وواحد منه مشروع وعد في
إعمار مباني الضاحية الجنوبيّة.
ولذلك اليوم نحن نحتفل كما احتفلنا في 22 أيلول
2006 في الضاحية الجنوبيّة بالانتصار الإلهي
الكبير، اليوم نحتفل بانتصار آخر هو إنتصار
الإعمار على حرب التدمير، بل هو إنتصار الارادة،
إرادة البقاء في الارض، إرادة الصمود، إرادة
الحياة الكريمة العزيزة، لا أي حياة كيفما كانت
الحياة، لأن الحياة بذلّ وهوان وفي ظل الاحتلال هي
ليست حياة، هي موت.
اليوم نحن نحتفل بهذا الانتصار، إنتصار الإعمار
وإنتصار إرادة البقاء والثبات هنا في أرضنا، هنا
أصحاب الوحدات السكنية في كل لبنان وخصوصا في
الضاحية الجنوبية عندما أصرّوا على أن يُعاد بناء
بيوتهم وشققهم في نفس الاماكن، وكانوا يستطيعون،
عندما بدأوا بأخذ الدفعة الاولى "إن شاء الله
يأخذوا الدفعة الثانيّة"، عندما يأخذون الدفعة
الأولى يقولون يا أخي نحن لا نريد أن نعمّر هنا
ولا نريد العيش في هذه الضاحيّة ونريد أن نسافر
خارج البلد ونهاجر، وبلاد الهجرة واسعة. لأننا نحن
نعمر الآن في الضاحيّة، في لبنان الذي ما زال في
دائرة الخطر والتهديد الاسرائيلي، كما هو الحال
المنطقة كلها، ولكنهم قالوا نريد أن نبقى هنا، أن
نعمّر هنا أن نعود الى بيوتنا هنا، أن نعيش هنا
وأن نموت هنا، هذه هي رسالة هذا الاحتفال وهذا
الانجاز وهكذا سيتلقّاها العدو الاسرائيلي.
المسألة ليست حيطان باطون، المسألة هي إرادة شعب،
على البقاء والثبات والصمود هنا.
بين يدي هذا الانجاز يجب أن أتوجه أولاً إلى ارواح
الشهداء، شهداء حرب تموز، شهداء البطولة والمقاومة
بالتحية والتقدير.
لولا زنودهم الفتية ودمائهم الزكية لما بقينا ولما
كان إعمار أو إنتصار أو إنجاز.
أيها الاخوة والاخوات نريد أن نتكلم قليلاً عن
مشروع وعد ثم ننتقل لاحقاً إلى النقاط السياسية.
في الأيام الأخيرة من حرب تموز، في الاسبوع الاخير
بالتحديد، كان واضحاً أن الحرب تتجه الى النهاية.
العدو فشل في تحقيق أي من أهدافه، ليس لديه قدرة
الإستمرار لأسباب تحدثنا عنها طويلاً، ولا أعيد
الآن، والأمور ستنتهي في خلال أيام، ونحن سوف نصبح
أمام استحقاقات وتحديّات جديدة وكبيرة جداً.
في تلك الأيام كنّا نفكر جيداً كيف نتحضّر لمواجهة
تلك الاستحقاقات. طبعاً بعض هذه الاستحقاقت هو
إعلامي سياسي معنوي، إذ بدأت معركة
(من
نوع) هل حصلت هزيمة، هل حصل إنتصار، هل ما حصل هو
فشل للعدو فقط.
وتعرفون أن الذين راهنوا على أن نُسحق وأن نُقتل
وأن نُذبح وأن يُبنى على أشلائنا وأشلائكم وأشلاء
الوطنيّين في لبنان شرق أوسط جديد، ووجدوا أن
الحرب فشلت، ذهبوا إلى مكان آخر لينكروا علينا
إنتصارنا أو ليقلّلوا من أهمية هذا الانتصار.
هذه كانت معركة، أيضاً إستحقاق عسكري وميداني
لإستخلاص العبر والدروس والتحضر لما هو أت،
إستحقاقات إنسانية وشعبية وإجتماعيّة وحياتية.
وتحت عنوان الاستحقاق الإنساني والحياتي والشعبي
تدخل مجموعة قضايا، واحدة منها عودة الهجرين، هذا
يعني أنه في لحظتها أننا كنا نفكر: حسناً إذا توقف
إطلاق النار أو العمليّات الحربية، مثلا في 13 أب
14 أب 15 أب يعني أن الأمور خلال أيام ستنتهي،
لدينا أولا استحقاق المهجرين، مئات الآلاف من
المهجرين الذين غادروا منازلهم، يريدون العودة
ونحن نعرف الناس.
تذكرون في 14 آب الناس قرروا العودة، وعادوا بكل
شجاعة وكل ثبات، وواجهوا مخاطرات شديدة، كان يوجد
إحصائية تقول إن الاسرائيلين في الأيام الأخيرة
ألقوا على جنوب لبنان 4 ملايين قنبلة عنقوديّة،
وقد يكون هذا الرقم متواضعاً أمام حقيقة الأرقام.
في كل الاحوال، ملف المهجرين الذين سيرجعون هو
إستحقاق، فتح الطرق وإزالة الانقاض هو أيضاً
استحقاق، إزالة الألغام والقنابل العنقوديّة من
المناطق السكنية والطرق التي يستخدمها الناس، ـ
"ونحن لاحقون على الفلوات" هذا استحقاق، إيواء
العائدين إلى بيوتهم. حسناً المهجّر عاد إلى
قريته، إلى مدينته، حسناً الى أين يمكن أن يذهب ؟
هذا إستحقاق، ترميم البيوت التي لم تهدّم كليّاً،
إعادة إعمار البيوت المهدّمة، هذا إستحقاق، إعادة
بناء البنية التحتية العامة هذا استحقاق.
ويجب أن نتحضر لمواجهة كل هذه التحديات
والاستحقاقات. طبعاً لا يوجد وقت سأتحدث عن كل
المواضيع، سأتحدث عن موضوعي الأساسي لكن هذا
السياق العام.
في تلك الأيام أنا اتصلت بالإخوة في إيران في
الجمهورية الإسلامية ـ طالما أننا نتحدث على
المكشوف لنتحدث على المكشوف ـ اتصلت بالإخوة في
إيران في أيام الحرب وما زال القصف مستمراً،
والاتفاق لم يتم (بعد)، وقلنا للإخوة نحن سنواجه
هذا الاستحقاق. وبالتأكيد هناك من يراهن عند توقف
الحرب على دفع الأمور باتجاه أزمات اجتماعية خانقة
في البلد لمحاصرة المقاومة وإحراج المقاومة، وأنا
كان وصلني معلومات من صالونات وجلسات حول هذا
الموضوع
"إنه
طيّب، غداً تنتهي الحرب، (نجَوا) من القتل"، لكن
غداً لديهم مئات آلاف المهجرين، عشرات آلاف
العوائل التي ليس لديها مأوى ولا سكن، أضرار
بالغة، كيف سيواجهون هذا الموضوع؟ واستعملت
تعابيرلا أريد أن أستعملها لأن أنا أخالف كل أشكال
التحريض، لكن هناك أشياء يمكن للشخص أن يتحدث بها
ضمن قدر معيّن.
هذا استحقاق حقيقي، كان رهاناً حقيقيّاً، وكانت
المقاومة مستهدفة بشدة بعد وقف الحرب، لكن من
البوابة الاجتماعية المعيشية".
هنا، في حقيقة الأمر، أنا لا أخفيكم أن سماحة
الإمام القائد آية الله العظمى السيد الخامنئي
(دام ظله الشريف) استجاب بكرم بالغ لهذا الأمر،
وأيضا كانت هناك استجابة حقيقية من قبل السيد
الرئيس الدكتور محمود احمدي نجاد. يجب أن نقول
الأمور كما هي، وفي تلك الأيام، ومن بعض الطرق
التي كانت تصل بعض الأمكانات وبعض الأسلحة، وصلت
الأموال أيضاً.
وعندما وعدتكم في اليوم الأخير للحرب كنت متكلاً
على الله سبحانه وتعالى، وواثقاً من نصرة الأخ
والحليف والصديق، وكانت النصرة قد وصلت، ولذلك
عندما توقفت العمليات العسكرية كانت البنية
التنظيمية العامة جاهزة. نحن، وأيضاً الإخوة في
حركة أمل في بقية التيارات والقوى السياسية
الحليفة والصديقة التي جاءت الى الضاحية والى
مختلف المناطق، هيئات المهندسين، تجمعات
المهندسين، البلديات، الجمعيات، المؤسسات الأهلية
إلخ.
وبدأ العمل منذ اليوم الأول. لم ننتظر الدولة أو
مؤسسات الدولة لأن الدولة بمعزل عن إمكاناتها
وقدراتها ولو حسنت نيتها أيضاً، ولا أريد أن أناقش
النوايا الآن، هي بطيئة، ستحتاج إلى وقت، وبالنسبة
إلينا كانت الساعة واليوم لها أهمية كبيرة لأنها
تتصل بكرامة هؤلاء الناس.
أهم الملفات الضاغطة كان ملف عودة المهجرين،
الإيواء، إيواء المهجرين، والبدء بترميم المنازل
التي لم تُهدّم كليّاً، وبالتالي خلال أشهر يمكن
أن تصبح جاهزة للسكن. وبالفعل بدأنا بذلك، وأنا
أعتقد أن هذه التجربة ـ أنا لا أعلم، بحسب
معلوماتي ـ لا سابقة لها في تاريخ الحروب. قد أكون
مخطئاً، أنا لا أعلم، أتحدث بحدود معلوماتي.
أن تنتهي حرب، أكثر من مئة ألف وحدة سكنية بين
تهديم كامل وجزئي، عشرات آلاف العوائل لا أماكن
لإيوائها، تأتي جهة، وخلال أيام قليلة، تتصل
بالعائلات بشكل منظم، تقدّم لها مساعدة مالية
لتأمين منزل على نحو الإيجار لمدة سنة، ومبلغ
لتأمين أثاث مقبول ومعقول للسكن، كمقدمة لإعادة
الترميم والإعمار، وهذا أدى إلى إيواء عشرات
الآلاف من المهجرين، وبحسب الإمكانات التي كانت
متاحة، كان من المفترض أن لا تبقى عائلة في
الشارع، ولا عائلة في خيمة وتعرفون كان هناك منازل
كثيرة للإيجار وكان سوق العقار في لبنان جامداً.
وفي موضوع الترميم، بدأت جهاد البناء وأيضاً
مؤسسات أخرى، بالتعاون مع الأهل في كل المناطق
وبالتعاون مع مختلف القوى السياسية، بترميم
المنازل حتى قبل أن تبدأ الدولة بالمسح، وقد تم
إنجاز الجزء الأكبر من ترميم المنازل خلال الأشهر
الأولى لانتهاء الحرب.
ليس هذا الموضوع، ولن ندخل عليه، ولكن أقول إن هذا
كله أنجز بمساعدة الأموال التي قدمتها الجمهورية
الأسلامية، يعني ملف الإيواء وملف الترميم
لاحقاً،عندما أتت الدولة، عندما بدأت تدفع (مبالغ)
ترميم، هذا يستحقه الناس كتعويض عن خسائرهم الأخرى
التي لم تعوّض عليهم.
بقي لدينا ملف إعمار المنازل، يومها ـ التفصيل
مفيد لنكون كلنا في الصورة ونكتب التجربة ـ كنّا
موجودين في الحكومة، وجرى نقاش حول كيفية إعادة
إعمار المنازل والبيوت.
بشكل طبيعي وبوضع طبيعي جداً من المفترض أن تأتي
الدولة بمساعدات من الخارج وتؤمن موازنات وتضع
مخططات وتبني منازل الناس، لكن نحن لدينا أزمة
دولة في لبنان، نابعة من أزمة النظام في لبنان،
نابعة من أزمة التركيبة في لبنان.
هذا بحث يطول.
بتعبير آخر
إذا أتينا نتسالم ونقول: نعم الدولة اللبنانية من
خلال إداراتها ومؤسساتها هي المعنية بإعادة إعمار
البيوت المهدّمة، وبدون شرح، وانتم تعرفون القصة
كلها، لما كنّا الآن (هنا)، ولما عاد كثيرون حتى
الآن إلى بيوتهم هنا. لا أتحدث عن سوء النية أبداً.
هذه طبيعة الحال، الإدارة، الدولة، الفساد،
البيروقراطية، التقلبات السياسية، الأزمات التي
يتعرض لها البلد... المشكلة تحتاج لحل. هذا كان
الأصل، لكن هذا غير متاح.
شكّلت لجنة يومها، تمثل الحكومة، تمثل بعض وزارات
الدولة، بعض المجالس الرسمية، وأيضاً كان في
اللجنة مندوبون عن حركة أمل وحزب الله. اتفقنا على
رؤية، تناقشنا هناك، قدّمت أفكار من قبل الجهات
الرسمية. طبعاً يكفي أن أقول ـ ولا أريد أن أدخل
في تفاصيل هذه الأفكار ـ لكن لو اعتمدت تلك
الأفكار لكنتم ما زلتم خارج بيوتكم حتى الآن.
ولكن الإنصاف يقتضي أن أقول إن الجهات الحكومية لم
تكن متعنّتة ولا معانِدة: "مش هيك وخلص"، كان هناك
مجال للأخذ والرد والانفتاح والتفاهم.
نحن قدّمنا رؤية تقول إنه كما هو الحال في كل
الحوادث السابقة التي جرت في لبنان والحروب
الداخلية والاعتداءات الإسرائيلية، الدولة كانت
تعوّض على المتضررين. فليكن هناك مشروع تعويض على
المتضررين، تُدفع مقطوعة مالية معيّنة في المدن،
ومقطوعة مالية معينة في البلدات، لأن الموضوع
يتفاوت والناس تأخذ هذه الأموال، وهي تعمّر دون أن
ندخل في التعقيدات الاجتماعية والعملية والاجرائية.
طبعا هذا الموضوع في البداية لم يكن مقبولاً. حدث
نقاش. هنا يجب أن نسجّل للأخ دولة الرئيس الأستاذ
نبيه بري ـ إنصافاً أيضاً ـ دوراً كبيراً جداً في
إنجاز هذا الاتفاق وهذا القرار وإقناع الجانب
الحكومي بهذه الفكرة. وطبعاً الإنصاف أيضاً يقضي
بأن الجانب الحكومي اقتنع بهذه الفكرة. "كانت
يومها الرحمة نازلة علينا وعلى الناس".
كان للرئيس بري فضل كبير في موضوع دفع التعويضات.
سار (الأمر) بسرعة من خلال المتابعة. أعرف حجم
الجهد التفصيلي الذي بذله، ولاحقاً من خلال
موافقته وتبنّيه، على أن نقوم نحن من خلال مشروع
وعد بتأمين البديل على مستوى الضاحية الجنوبية.
بدأت فكرة دفع الدفعة الأولى للناس. طبعاً في
الجنوب والبقاع وجبل لبنان وفي البلدات عموماً
الموضوع أسهل، لأن الناس لديها بيوت مستقلة، كل
واحد يأخذ المال ـ ونحن ساعدنا قليلاً في الموضوع
المالي في ذلك الحين ـ ويعمّر بيته، لأن بناءه
لوحده، أو إذا كان هناك مجموعة بيوت، بناية طابقين
أو ثلاثة بالغالب، هم أولاد عائلة واحدة، والد
وابناؤه وإخوته، وهكذا فالأمر سهل.
المعضلة كانت في الضاحية الجنوبية لان هناك أبنية
ومالكي شقق ومستأجرين، وهناك الموضوع القانوني
وكيفية تشييد المباني وهناك الأقسام المشتركة،
وهناك هندسة واحدة. هناك مشاكل كبيرة جداً، حسناً،
إذا أعطي المال للناس وذهب كل انسان يبني وحده،
كيف سيبني؟ هنا كانت مغامرة حقيقية، لكن نحن ذهبنا
إلى هذه المغامرة لثقتنا بأمور عدة:
أولاً: نحن لدينا مشروع بديل، والذي (بات) اسمه
لاحقاً مؤسسة "وعد" ومشروع وعد، فاذاً نحن يمكن أن
نقدّم بديلاً أهلياً يتولى عملية التنسيق والتوفيق
ومعالجة المشاكل المختلفة وإعادة الإعمار والبناء.
ثانياً: ثقتنا بالناس، هؤلاء الناس المضَّحين
الشرفاء عندما نعرض عليهم هذه الفكرة، بالأعمّ
الأغلب سيتقبلونها، لانها خيار منطقي ومعقول
ومساعد.
وثالثاً: بالرغم من أنه لم يكن واضحاً عندنا
التمويل من قبل الدولة، لأن التمويل أحيل على
الجهات الرسمية المشكورة التي تعاونت وساعدت، أي
متى تبدأ بدفع المال ونحن نريد ان نبدأ؟ فإذاً يجب
أن يكون لدينا مال نبدأ به كل المقدمات ونبدأ به
الإعمار ونصل به حتى النهاية بمعزل عن فعلية دفع
التعويضات من قبل الدولة، وهنا أعود مجدداً إلى
الجمهورية الإسلامية في إيران التي أيضاً قدمت
دعماً مالياً سخياً، وأنجزنا الصندوق وبهذا سوف
ننفذ به هذا المشروع، والآن سوف نرى بقية
التعويضات والمساعدات كيف يمكن أن تساهم معنا
وانطلقنا
خطوة خطوة..
بعدها اجتمعت مع الناس، مع أصحاب الوحدات السكنية،
وتتذكرون ذلك، كان اجتماعاً مهيباً وكبيراً بعد
الحرب في قاعة السيدة خديجة الكبرى (ع)، وأنا عرضت
على الناس أن القرار هكذا، ليس هناك امكانية أن
تعيد الدولة بناء منازلكم. ستدفع تعويضات للوحدات
السكنية وأنتم عندكم خياران:
خيار أن يشكل كل أهل كل بناية لجنة، ويتفقوا بين
بعضهم ويشيدونها، ونحن بخدمتكم، وأيضاً نحن نساعد
بالتمويل ودفع الفروقات، وأيضاً بتحسين المبنى،
لأن المال الذي ستدفعه الدولة غير كاف حتى لإعادة
البناء كما كان، فضلاً من أن يعود أجمل مما كان،
وطبعاً نحن بخدمتكم ولن ننسحب.
الخيار الثاني: لدينا مشروع ومؤسسة تكلف وتفوّض
المؤسسة من جهتكم، وهي، بالتشاور معكم وبالتعاون
معكم، تعيد بناء هذه الابنية.
اذاً نحن كنا أمام ـ كما يقال ـ مشروع ديمقراطي
حواري. لا أحد ألزم أحداً بشيء، لم يفرض شخص على
آخر شيئاً، ولم يحمل حزب الله السيف على أحد وقال
لهم ستدفعون الذي تحصّلونه من الدولة ونحن سنعمّر
بيوتكم غصباً عنكم أبداً،
(كان
القول) اعملوا الذي تريدونه. هنا (ظهرت) ثقة الناس
ومحبة الناس وإرادة الناس التي تحدثت عنها قبل
قليل، والأغلبية الساحقة اختارت أن تكلّف وتفوّض
مؤسسة "وعد" بهذه المهمة، وكانت طبعاً مهمة شاقة
وصعبة وكبيرة، لان هناك الموضوع القانوني،
وتعرفون، كان في الضاحية بعض الأبنية فيها بعض
المخالفات، هي خلال شيّدت أصلاً سنوات الحرب، إذاً
سنعمل بالقانون على تنظيمها. وهناك شقق سوف تقلّ
مساحتها بعدما كانت واسعة، وهناك مداخلات بين سكان
المباني وموضوع الأقسام المشتركة وموضوع المالكين
والمستاجرين وأيضاً بعض الأبنية التي كانت شققها
صغيرة والناس فوق بعضها البعض وهذا يتطلب حلاً
أيضاً وعملنا عليه، ولا أريد أن أدخل بالأمثلة،
ولكن الموضوع كان معقداً جداً. وفي الحقيقة عملت
مؤسسة وعد بجهد كبير جداً، وأنا أشكر الجميع
وأيضاً الحكومة، الوزارات، والمجالس والصناديق
والهيئات النقابية، ومراكز الدراسات والدراسات
الاستشارية، بدون دخول بالاسماء لأن ذلك يتطلب
جدولاً طويلاً، وأيضاً يجب أن أخصّ بالشكر المجلس
الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان لانه كان لسماحة
الشيخ عبد الامير قبلان (حفظه الله واطال عمره)
عناية خاصة ودعم مميز لمشروع وعد في الضاحية
الجنوبية ولمجمل مشروع الاغاثة من خلال القدرات
القانونية والعملية للمجلس الإسلامي الشيعي
الأعلى، البلديات في الضاحية وفي منطقة جبل لبنان
وفي بيروت، كل هذه الجهات تعاونت، طبعا القوى
السياسية أيضا كلها تعاونت وسهّلت هذا الأمر،
الحكومة دفعت تدريجياً وعلى زمن متفاوت، ونحن نعمل
إن شاء الله كي تكمل بالدفعة الثانية، وكانت قد
بدأت. ونحن هنا لا نعرف بالنسبة للدول العربية،
هناك دول قدمت مساعدات مالية للحكومة اللبنانية
ونحن لا نعرف مال أي من هذه الدول هو الذي قدّم في
تعويضات الضاحية، لان هذه واحدة من الإشكاليات
المالية في البلد الآن، وهناك أموال قدمت للحكومات
السابقة لتنفق في إعادة الإعمار، وهناك نقاش في
البلد أين أنفقت؟ قطعا هناك جزء أنفق في إعادة
الإعمار وإلا من اينتتدفع الدولة تعويضات؟ جيّد،
بقية المال أين أنفق؟ هذه الاشكاليات موجودة.
في كل الأحوال، أيّا تكن الدول العربية التي وصل
مالها الحقيقي إلى بيوت الضاحية الجنوبية، نحن
نتوجه إليها بالتقدير وبالشكر. ويجب هنا أن أخصّ
بالشكر الأهالي الذين تعاونوا وتحملوا، وكما أشار
الأخ (الحاج حسن جشي)،
بالنهاية، بالعمل الاجرائي والتفصيلي هنا يعجبنا
وهناك لا يعجبنا.. هنا نريد كذا وكذا .. وهنا ممكن
وهناك غير ممكن.. هنا متاح .. يعني كانت رحلة
طويلة من التعب والجهد والصبر والحمد لله توّجت
بهذه النتيجة الطيبة. يجب أن نتوجه بالشكر إلى
مؤسسة وعد. يجب أن أخص بالشكر الأخ المهندس
الأستاذ حسن جشي لإخلاصه ومثابرته وسهره في الليل
وفي النهار لانجاح العمل، ولكل الإخوة والأخوات
الذين عملوا في مؤسسة وعد من مهندسين وإداريين
وعمال ولكل الشركات ـ الدراسات منها أو البناء أو
العمل ـ التي تعاونت مع هذه المؤسسة، ووصلنا بحمد
الله تعالى إلى هذا الإنجاز اليوم.
مجدداً مثلما شرح الاخ الحاج حسن أنا لا أريد أن
أدخل على التفصيل المالي
(حول)
كلفة مشروع الضاحية الجنوبية ذكر لكم نصف هذه
الكلفة طبعاً، وهنا دخلت بالحديث نعم هناك دولة
الكويت أي الصندوق الكويتي واضح أنه تبنّى بمبلغ
معين من المال إعمار عدد من المباني في الضاحية
الجنوبية، هذا بشكل مباشر، وبقية الدول العربية
دفعت للحكومة.
أعود إلى توجيه الشكر الخاص إلى الجمهورية
الإسلامية في إيران قيادة ورئيساً وحكومةً وشعباً،
لأنه في نهاية المطاف، من البداية، لولا التمويل
الإيراني ما كنّا بدانا ولا كنّا أنجزنا خلال خمس
سنوات وعدة أشهر. وهذا التمويل هو الذي أتاح
الفرصة لاستمرار العمل بمعزل عن إمكانيات الحكومة
وقدراتها المالية في لبنان، وأيضاً في نهاية
المطاف المشروع انتهى على مواصفات أفضل مع الأخذ
بعين الاعتبار المشاكل التي ذكرها الاخ الحاج حسن
والأخذ بعين الاعتبار غلاء الأسعار خلال السنوات
الماضية، (حيث هناك)
فروقات كبيرة بالسعر الذي يفترضأ تعويض، وبالتالي
حتى لو قدمت الحكومة بقية الدفعة الثانية وأخذنا
بعين الاعتبار بقية المساعدات سيكون في نهاية
المطاف نصف التكلفة لإعادة إعمار المباني في
الضاحية الجنوبية على عهدة أو تكفلت به الجمهورية
الاسلامية في إيران مشكورة مذكورة موصولة بالصلاة
على محمد وآل محمد...
سأختم بالشق الذي له علاقة بحرب تموز وبالضاحية
وبالاعمار وانقل الى النقاط السياسية باختصار...
هذا الشق هو التاكيد على المعنى الكبير للمعركة.
نحن كنا بمواجهة حرب تدمير، ايها الاخوة والاخوات،
انا طلبت من الاخوة قبل قليل أفادوني بالسابق،
اعطوني احصاءات وسأقرأ عليكم بعضها، من ان
الاسرائيلي خلال 33 يوم بحرب مع المقاومة في لبنان
وفي منطقة عمليات صغيرة جدا، يعني ليس كل مساحة
لبنان، أي جزء من الارض اللبنانية هي التي كانت
مسرح العمليات.
خلال حرب تموز وفي مواجهة المقاومة في لبنان ومن
معها وفي منطقة العمليات الصغيرة هذه شن العدو
الاسرائيلي (10000 غارة حربية بالطائرات الحربية
مع ضرب صواريخ، يعني كل غارة كم صاروخ فيها كلكم
تتذكرون "مجمع الامام الحسن
(ع)
السكني ، ومجمع سيد الاوصياء (ص) كان يومها زلزال
، (3000 غارة مروحية
)،
لنبقى بالجو وفي حرب العام 1967 وفي مواجهة الدول
العربية مجموع الطلعات الجوية وليس الغارات، لان
الغارات اقل "يعني ممكن يعمل طلعة وما يغير"
عندنا في لبنان كان مجموع الطلعات الجوية
15500طلعة جوية للطيران الحربي الاسرائيلي، ومجموع
الطلعات الجوية على جميع الدول العربية المشاركة
في حرب
1967
كان 4338 طلعة جوية كم غارة فيهم، يعني اضعاف
مضاعفة. الدول العربية يعني مصر سوريا الضفة
الغربية قطاع غزة الاردن كل هذه الدول كانت مسرح
عمليات بينما مسرح العمليات عندنا اين كان؟ جزء
كبير من الجنوب وجزء كبير من البقاع والضاحية
الجنوبية (25 كلم مربع ) وبعض الاهداف في جبل
لبنان والشمال، وهذا يبين لكم حجم الغضب والحقد
الذي يحمله هؤلاء وحقهم، لان المقاومة في لبنان هي
التي ألحقت أول هزيمة عربية تاريخية حقيقية بالعدو
الاسرائيلي عندما فرضت عليه الانسحاب ذليلا خاسئا
مدحورا من جنوب لبنان بلا قيد ولا شرط وبلا جوائز
في 25 ايار 2000
.
اما المدفعية ، دعوني اقول ماذا عملوا بـ 1967 ،
المدفعية الاسرائيلية من كل انواعها واصنافها وعلى
كل الدول العربية والجيوش العربية وكل الاهداف
العربية (75000 قذيفة مدفعية) ، في حرب تموز في
منطقة العمليات الصغيرة هذه
(177000
قذيفة مدفعية ) ماذا كان الهدف اذن؟ عندما يقول
بعض الناس ان الهدف هو السحق، هذه هي مؤشرات السحق
، بعض التحقيقات التي انجزت باسرائيل بعد الحرب
صدرت، ونتائج التحقيق في النص التالي:
"كان
عمل المدفعية أهوجاً وقد ادى الاستخدام الاهوج الى
استهلاك الذخيرة، ليس الحيوية فقط، بل وصول
الاحتياطي في المخازن الاستراتيجية الاسرائيلية
الى الخط الاحمر، فاحتاجت اسرائيل الى قطار جوي
لنقل الذخائر والصواريخ والقذائف، رغم ان ميدان
العمليات كان صغيرا جدا".
هذه حرب التدمير التي واجهتموها، ولكن الحمد لله
بالارادة استطعنا ان نبني جميعا، حكومة وشعب وجيش
ومقاومة ووزارات ومؤسسات ودول صديقة وداعمة،
استطعنا ان نبقى في ارضنا وان نثبت بل اكثر من
هذا، خلال هذه السنوات الماضية، المقاومة التي
ارادوا ان يسحقوها ازدادت قوة وازدادت عدة وعديدا
وازدادت قدرة على الردع وعلى المواجهة وعلى صنع
الانتصار. وفي الماضي بحرب تموز كان العدو يقصف
البنايات في الضاحية لينال من اهلها ومن سكانها
،مع العلم ان هذه المباني لا يوجد فيها مراكز لحزب
الله ولا لعناصره ولم نكن نملك القدرة في ذلك
الحين سوى ان نضع معادلة محددة لحماية العاصمة،
فقلنا حيفا في مقابل الضاحية، وبيروت في مقابل تل
ابيب ولكنني اليوم أجدد معكم:
يا أهل الضاحية الجنوبية: اليد التي عمرتم معها
وتقاومون معها هي موجودة على الزناد لتثبت ولتفرض
على الاسرائيلي معادلة حقيقية، كل مبنى يهدم في
الضاحية سوف تهدم في مقابله مباني في تل ابيب،
لاكشف لكم سرا يمكن، ولا اريد ان اؤكد 100%، يمكن
بـ 2006 في جانب قطعاً كنا نستطيع ان نضرب تل ابيب
ولكن أردنا ان نحمي العاصمة بيروت ولم نلجأ إلى
ضرب تل ابيب، ولكننا اليوم لسنا فقط قادرين على
ضرب تل ابيب كمدينة، إنما ان شاء الله وبحول الله
وقوته قادرون على ضرب أهداف محددة جدا في تل ابيب،
بل في أي مكان في فلسطين المحتلة.
انتهى الزمن الذي نخرج فيه من بيوتنا ولا يخرجون
من بيوتهم التي بنوها على الاغتصاب، انتهى الزمن
الذي نهجّر فيه ولا يهجّرون، انتهى الزمن الذي
تهدم فيه بيوتنا وتبقى بيوتهم قائمة، انتهى الزمن
الذي نخاف فيه ولا يخافون، بل اقول لكم جاء الزمن
الذي سنبقى فيه وهم الى زوال.
سأنقل إلى موضوع فلسطين وغزة، ونحن نحتفل بإعمار
مباني الضاحية الجنوبية ننظر إلى بيوت غزة المهدمة
والتي لم تعمر بأغلبها، بحسب ما عرفت جزء قليل
منها أعيد بناؤه وبإمكانات داخلية متواضعة، أنا
اليوم من الضاحية الجنوبية أدعو الدول العربية
والإسلامية وجميع القوى الحيّة في هذه الأمّة إلى
مد يد المساعدة إلى أهلنا في غزة لتمكينهم من
إعادة بناء بيوتهم ومساكنهم.
بعض العرب من الممكن أن يحتجّوا ويقولوا إن غزة
الآن محاصرة ولا إمكانية لإدخال الحديد والإسمنت
ومواد البناء الأولية، لكن يبدو أنّ نعمة الأنفاق
بشكل أو بآخر تحل جزءاً من حاجات أهل غزة، أنا
أقول: فَلْيُقَدّم المال لأهل غزة وليتدبر أهل غزة
شؤونهم وهم قادرون على ذلك، لا يجوز أن تمضي كل
هذه السنين على حرب غزة وما زال أكثرية أصحاب أو
سكان هذه البيوت مهجرين من بيوتهم بلا أفق. إذاً
لا أحد يطلب من الدول العربية أن تذهب وأن تشترط
لإعادة إعمار بيوت غزة فك الحصار وهي لا تفعل ذلك،
ولكن لو قدّمَ المال ونحن إن شاء الله سوف نحاول
أن ندخل جدياً إلى هذا المشروع بشكل أو بآخر، أنا
اطلعت من خلال لقاءاتي مع بعض القياديين
الفلسطينيين من الداخل أنّ هناك إمكانية جديّة
وحقيقيّة إذا توفر المال لقطاع غزة أن يتم إعادة
بناء جزء كبير من هذه المباني والمساكن.
في السياق نفسه يجب أن نعبر عن تضامننا ووقوفنا
إلى جانب الأسرى الفلسطينيين في السجون
الإسرائيلية، هناك أكثر من ثلاثة آلاف أسير
فلسطيني دخلوا في الإضراب عن الطعام وبعضهم دخل
الآن في الأسبوع الرابع ويحتاجون إلى تضامن حقيقي،
عندما كنّا نتابع أخبار البحرين على سبيل المثال
وقضية الناشط الحقوقي السيد عبد الهادي خواجة
المُضْرِب عن الطعام وكانت عائلته تصرخ والناس في
البحرين يصرخون ولا أحد في العالم يستجيب ظننت
أنّه لوهلة أنّ هذا الأمر هو جزء من مظلومية
البحرين، ولكن عندما دخل آلاف الأسرى الفلسطينيين
في السجون الإسرائيلية في إضراب عن الطعام وهم
الآن في الأسبوع الرابع ولم يحرك أحد ساكناً لا في
جامعة الدول العربية ولا في منظمة التعاون
الإسلامي ـ لأنه صار اسمها منظمة التعاون الإسلامي
ـ ولا في الأمم المتحدة ولا في مجلس الأمن ولا في
الإتحاد الأوروبي، والآن هناك عدد من المضربين عن
الطعام في معرض الموت أو الشهادة ولا يتحرك أي
ساكن، فهذا أمرٌ محزن جدا.
في كل الأحوال لا أريد أن أدخل في إدانات أو في
توصيف للموقف وأنتم مطلعون، أنا أريد مناشدة
الحكومات والدول في العالمين العربي والإسلامي
وكذلك الشعوب بأن نَهِبَّ ونقفَ وقفة حقيقية جليلة
إلى جانب هؤلاء الأسرى في السجون، وأطالب الحكومة
العراقية باعتبارها رئيساً للقمة العربية في هذه
المرحلة أن تقوم بمبادرة حقيقية وحيّة، تجمع وزراء
الخارجية العرب أو تعمل لجنة متابعة عربية (أو أن
) ترفع منظمة التعاون الإسلامي الموضوع لمجلس
الأمن والأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان في
جنيف، "شاطرين أن يعملوا هذا لسوريا" كل الذي
عملتموه لسوريا "ومن دون قياس وتشبيه" تفضلوا
واعملوه، أين العرب ووزراء الخارجية العرب وأين
الحكومات العربية، هؤلاء أسرى عرب في السجون
الإسرائيلية.
هناك قضية لا نزاع عليها، قد نختلف على سوريا وقد
نختلف على العراق وقد نختلف على البحرين وقد نختلف
على اليمن أو مصر ... ولكن نحن لا نختلف على
فلسطين وفي معقد الإجماع العربي والإسلامي أين هم
العرب وأين هم المسلمون؟ هذا أيضاً صوت يجب أن
نطلقه.
عنوان يجب الإشارة إليه وأكتفي فقط بالإشارة،
تشكيل ما يسمّى حكومة وحدة وطنية في الكيان
الإسرائيلي هو مؤشر يستحق التوقف عنده، طبعاً كل
واحد في العالم العربي مشغول مثل السابق "على طول
نلاقي لحالنا شغل" ونغفل عمّا يجري في كيان العدو
الرابض على مقدساتنا وعلى صدر منطقتنا وشعوبنا،
هذا مؤشر يحتاج إلى دراسة وتوقف، الإخوة في غزة
أوجسوا خِيْفَة كما لاحظت من هذا التحول أو هذا
التطور، وأنا أدعو إلى التأمل في هذا الأمر.
فلسطينياً أيضاً لكن من الزاوية اللبنانية، أنا
أدعو إلى الدخول جديّاً في مشروع إعادة مخيم نهر
البارد، إلى متى يجب أن تستمر معاناة اللاجئين
الفلسطينيين من سكان مخيم نهر البارد وغيرهم أيضاً
من العائلات اللبنانية التي كانت تسكن في المخيم
وفي محيط المخيم، هذه المماطلة لا يمكن أن تُفهم
لأسباب مالية أو إجرائية وإنما للأسف يمكن وضعها
في دائرة الشبهة السياسية.
في هذا السياق أيضاً، يجب أن نحذّر، وهذا أمر
أَلْفَتَت إليه الفصائل الفلسطينية في لبنان، يجب
أن نحذّر من مشروع تحويل الفلسطينيين في لبنان إلى
جالية، من لاجئين إلى جالية، هذا خطير جداً على
المستوى السياسي وعلى المستوى الإجتماعي
والإنمائي، تحويل الفلسطينيين إلى جالية هو خدمة
مجانية للعدو الإسرائيلي، هو إلغاء لحق العودة
ولمشروع العودة ولمطالبة الفلسطينيين بالعودة إلى
ديارهم وحقولهم وبيوتهم وأملاكهم في فلسطين
المحتلة. لذلك نحن إلى جانب الفصائل الفلسطينية
نرفض تحويل الفلسطينيين في لبنان إلى جالية في
إطار أي صفقة، ونطالب في الوقت نفسه بإعطائهم
حقوقهم الإنسانية كلاجئين وهي حقوق إنسانية محقّة،
ولأننا نريد أن نحافظ على العنوان السياسي للإخوة
الفلسطينيين المقيمين في لبنان، من هذا الباب
أيضاً يجب إعادة إعمار مخيم نهر البارد لأنه عنوان
لحق العودة وعنوان للقضية الفلسطينية يجب أن لا
تهمل وأن لا تُنسى.
أنتقل إلى البحرين: الحراك الشعبي المتواصل في
البحرين سلمياً هو حراك يعبّر عن كثير من الصمود
والصبر والإيمان والقدرة على التحمل رغم الأذى
الذي يلحق به. هناك شيء يعني حزب الله مضطر أن
أعقّب عليه، قرأت في تصريحات بعض الجهات السياسية
الخارجية وَذُكِر هذا الأمر في بعض مواقع الإنترنت
وأخشى أيضاً أن يتم تضليل بعض الشباب في البحرين،
لأنه بالنهاية نحن في حزب الله لنا محبة عند شباب
وأهل البحرين كما لفلسطين محبة وكنّا نشهد هذا في
كل المظاهرات. البعض يقول إنّ حزب الله في لبنان
يدفع باتجاه العنف في البحرين أو يدعو المجموعات
الشبابية للقيام بعمليات أمنية أو عسكرية في
البحرين، هذا كذب وتضليل وخطأ، نحن لم نفعل ذلك
ولا نفعل ذلك، بل نعتقد ونؤيد ما تعتقد به قيادة
المعارضة في البحرين وخصوصا القيادة العلمائيّة
وبالأخص وعلى رأسها سماحة آية الله الشيخ عيسى
قاسم حفظه الله وحفظهم جميعاً من خلال الإصرار على
الحراك السلمي، هذا الحراك السلمي مع الوقت أحرج
سلطة آل خليفة في العالم العربي وفي العالم، وفي
نهاية المطاف لا يستطيع هؤلاء أن يتجاهلوا هذا
الحراك الدائم والمستمر وهذا الصوت المرتفع وهذا
الصبر وهذا التحمل للآلام، وبالتالي سوف يجعل الله
سبحانه وتعالى لهؤلاء الصابرين الصادقين المخلصين
الحريصين على وطنهم، وعلى وحدتهم الوطنية في
البحرين فرجاً ومخرجاً.
وفي الحقيقة أعتقد أنّ السلطة في البحرين هي التي
تعمل على دفع الأمور باتجاه المواجهة المسلحة أو
تتمنّى أن تحصل أعمال عنف من قِبَل بعض المجموعات
الشبابية في المعارضة البحرينية لتستغل هذا العنف
وتقوم بالإطاحة بالتظاهر السلمي وبضرب هذه
القيادات وتهجير بعض هذه القيادات أو الزج ببعض
هذه القيادات في السجون وتحميلها مسؤولية العنف،
في الوقت الذي تجاهر فيه هذه القيادات حقاً وصدقاً
بإيمانها والتزامها بالعمل السلمي. في البحرين نحن
أيضاً نضم صوتنا لهذه القيادة الشجاعة والحكيمة
والموثوقة ونقول لأهلنا في البحرين اصبروا على
حِرَاكِكُم وعلى مساركم السلمي لأنّ الذهاب في أي
اتجاه آخر هو ذهاب خاطيء يمكن أن يضيّع كل الأهداف
وكل التضحيات التي حصلت حتى الآن.
في الموضوع السوري، كما ادنّا بالأمس جميعاً،
وأعتقد أنّ كثيراً من المواقع في العالم حتى
المعادية لسوريا وللنظام في سوريا أُجْبِرَت أو
اضطرت ـ وطبعا هناك أناس لا يزالون ساكتين للآن ـ
لإدانة العمليات الإرهابية الإنتحارية التي وقعت
في دمشق وأدّت إلى سقوط هذا العدد الكبير من
الشهداء ومن الجرحى. واليوم الله سبحانه وتعالى
نجّى أهلنا الشرفاء في حلب من كارثة محققة أيضا
حيث تمّ اكتشاف ـ وحسب ما علمت من بعض الأصدقاء
ولا أدري هل هذا الموضوع نزل إلى الإعلام أم لا ـ
أنّه تمّ إكتشاف انتحاري يقود سيارة تحمل أكثر من
ألف كيلو (من مادة)
T N T
من المتفجرات، وهذه كارثة حقيقة كان يمكن أن تحصل
في حلب (...). طبعاً من التفاهة والسخافة ما
سمعناه بالأمس عندما قامت بعض الفضائيّات العربية
وبعض شخصيات المعارضة باتهام النظام السوري بأنه
يقف خلف هذه العمليات، هذا أمر مضحك، أنتم كل يوم
تقولون هذا نظام أمني وهذا نظام مخابراتي ونظام
عسكري، لكن هل النظام الأمني يبعث انتحاريين ـ إذا
كان لديه انتحاريون وهذا أول الكلام ـ وسيارات
مفخخة لتدمير مراكز المخابرات التي له وضرب
الأجهزة الأمنية التي لديه؟!
هناك أمر من المنطق مفقود في طريقة تقديم ما يجري
في سوريا.
أنا أحب أنّ أؤكد لكم من خلال مشهد أمس أنّ نفس
الأيدي التي عبثت بالعراق وبشعب العراق وبالمؤسسات
في العراق فدمّرت وقتلت وارتكبت المجازر وفجرت
المساجد والكنائس والأسواق ومراكز الدولة
والإدارات العامّة والشوارع دون أي حس إنساني، هذه
اليد وهذا العقل هو الذي يريد الآن أن يدمر سوريا.
هل العمليات الإنتحارية هي التي تؤدي إلى الإصلاح
وإلى العملية الديموقراطية في سوريا؟ خطابي للشعب
السوري مجددا، وموقفي أنا وحزب الله والإخوة
معروف، يوماً بعد يوم نزداد قناعة بموقفنا، ونزداد
قناعة بأنّ هناك من يريد تدمير سوريا، أمريكا
والغرب وإسرائيل وبعض الجهات الإقليمية فقط وفقط
لأنهم يريدون التخلص من الداعم الأساسي للمقاومة
في لبنان وفلسطين، فقط وفقط لأنّهم يريدون الثأر
من الدولة والشعب والقيادة والجيش الذي ساند
المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين فانتصرتا
وذهب مشروع جورج بوش في إقامة شرق أوسط جديد أدراج
الرياح، هذا ما نفهمه نحن.
ما يجري في سوريا ليس مطالبة بإصلاح ولا
بديموقراطية، باب الإصلاحات فُتِح وجرت انتخابات
في ظروف سيئة أمنياً واجتماعياً وتحريضياً
وإعلامياً ومع ذلك نسبة المشاركة التي حاول البعض
أن يطعن فيها لا تقل عن نسبة المشاركة في
الإنتخابات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية
الهادئة وبعض دول أمريكا اللاتينية وحتى في بعض
الدول العربية. هناك من فتح باب الإصلاح بكل جدية
وبكل قوة ومُصِرٌ بهذا الإتجاه.
كلمتي باختصار : الشعب السوري أمام منهجين، هناك
منهج جدي في الإصلاح وفي التغيير وفي معالجة
الأمور بطريقة سياسية يُتَاح فيها للناس فرصة
المشاركة من خلال تعددية حقيقية، وهناك عقل تدميري
ويدٌ تدميرية وجهات حاضرة أن تقدم السلاح والمال
والمتفجرات والإنتحاريين، ليس شرطاً أن يكون
الإنتحاريون سوريين، كما كان في العراق، في العراق
كان بعض العراقيين يؤمّنون بعض البنى التحتية
للعمليات الإنتحارية أمّا الإنتحاريون فكان يتم
استيرادهم في العراق وكان يتم تصديرهم من عدد من
الدول العربية والإسلامية بل من عدد من الحكومات
العربية والإسلامية للتخلص من هؤلاء الذي يشكلون
عقدة ما وتوظيفهم في هذه المعركة.
الشعب السوري أمامه نموذجان، إمّا أنّ يذهب إلى
الحوار وإلى الإصلاح وإلى الإنتخابات وإلى
المشاركة وإلى التعاون، وإمّا هذا النموذج الذي
يقدم الآن، وقد شهدنا صوراً مذهلةً له خلال
السنوات العجاف في العراق وما زلنا نشهد هذا الأمر
في العراق. في الوقت الذي كان هناك مقاومون شرفاء
يقاتلون الإحتلال كانت آلاف العمليات الإنتحارية
باعتراف قادة تنظيم القاعدة تشن على المدنيين وعلى
المساجد والكنائس والأسواق والحسينيات والمعابد
والجيش وقوى الأمن العراقي والشرطة العراقية
ومتطوعين من العراقيين لا فرص عمل لديهم سواءً
كانوا سنة أو شيعة أو أكراداً أو تركماناً يقفون
في الصف أمام مراكز التطوع فيأتي الإنتحاري ويفجر
نفسه فيقتل مئة شاب أو مئة وخمسين شاباً. هذا
القتل الذريع ليس من دون منهجية، هناك منهج وعقل
ورؤية تقف خلف هذا القتل، هل يمكن أن يُؤتَمَن هذا
المنهج وهذا العقل وهذا الفكر وهذه الرؤية على
مستقبل سوريا، يُتْرَك الجواب للشعب السوري.
كلمتان في الوضع اللبناني
نحن أمام مرحلة جديدة.. يبدو أن الانتخابات
النيابية بدأت من الآن، طبعاً يجب التأكيد على
أهمية مؤسسة المجلس النيابي في لبنان، هو أبو
المؤسسات، هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية، هو الذي
يسمي رئيس الحكومة، هو الذي يعطي الثقة للحكومة،
هو الذي يحاسبها، هو الذي يحجب عنها الثقة
ويسقطها، هو الذي يعمل في مجال القوانين
والتشريعات.. أهم مؤسسة هي مؤسسة المجلس النيابي،
والانتخابات السياسية الوحيدة في لبنان في الحقيقة
هي انتخابات المجلس النيابي. الانتخابات البلدية
نحن اللبنانيون من يقوم بتسييسها، الأحزاب تسيّسها
وإلا فإن الانتخابات البلدية هي بالأعم الأغلب
انتخابات عائلية واجتماعية وإنمائية. إذاً
الانتخابات النيابية هي الانتخابات السياسية
الوحيدة في لبنان، نحن في لبنان لا ننتخب رئيس
الجمهورية، وفي لبنان لا نجري استفتاءً على أي
شيء، لا على دستور ولا على تعديل دستوري ولا على
سياسات عامة ولا على مسارات
.
إذاً التأكيد على أهمية المجلس النيابي يؤدي إلى
التأكيد على أهمية الانتخابات النيابية، أهمية
الانتخابات النيابية تفرض أهمية قانون الانتخاب،
لذلك نحن في موضوع قانون الانتخاب نقول لكل القوى
السياسية في لبنان، هذا الموضوع يستحق أن نعالجه
بروية، نتناقش، نتحاور، ندرس، لا زال لدينا بعض
الوقت. عادة في لبنان آخر أسبوعين أو ثلاثة يحشرون
أنفسهم، لدينا وقت من الآن، أتمنى لا نحن ولا
غيرنا أن نغلق الأبواب على أي مشروع أو على أي
فكرة ونقول هذا وفقط. إذا كل واحد قال هذا وفقط،
هذا وفقط، كيف يمكن أن نصل إلى انتخابات تعبّر عن
تمثيل حقيقي. لذلك أولاً في قانون الانتخاب، نحن
ندعو إلى المزيد من الحوار، وإلى أن لا نضجر من
بعضنا البعض ، ولا نيأس من بعضنا البعض، ونبقى
نتناقش ونتحاور، ولا يأتي أحد ليفرض خياره على
الطرف الآخر، وإذا فكر أحد بهذه الطريقة فهذا خطأ،
على العكس، أنا أقول هذا خياري، هذه فكرتي، هذا
اختياري، أذهب وأناقش به، أحاول أن أصنع
"رأي
عام"، أحاول إقناع القوى السياسية، الكتل
النيابية، إلى آخره..
أيضاً في موضوع الانتخابات، هناك نقطة أحب أن أؤكد
عليها وأعود إلى كلمة عن قانون الانتخاب: نحن مع
إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ولا يتحججنّ
أحد بشيء. هناك أناس منذ الآن، يمكن هم لا يريدون
الانتخابات النيابية فيبدأون بإلقاء المسؤولية على
الآخرين. قبل زيارة فيلتمان شهدنا حملة توقفت بعد
زيارة فيلتمان، الآن يعودون لتجديدها. قبل زيارة
فيلتمان بدأت حملة تقول لا انتخابات في ظل السلاح،
يعني لا تريدون انتخابات، لأن السلاح باق ، يعني
لا تريدون انتخابات، هذا يعني لا انتخابات في ظل
السلاح.
السلاح الذي يؤثر على الانتخابات كما كنت أقول
دائماً، هو السلاح الفردي والمتوسط، وهذا موجود
لدى كل اللبنانيين، ولا يدعيَنّ أحد أنه ليس لديه
سلاح، كل اللبنانيين لديهم سلاح. إذا أردت أن أفرض
لائحة مثلاً على أهل بنت جبيل أو أهل بعلبك هل أضع
صاروخ زلزال في رأسهم وأقول لهم انتخبوا هذه
اللائحة! من يريد أن يستخدم السلاح، الكلاشنكوف
كاف، وهذا الكلاشنكوف موجود لدى كل اللبنانيين.
هذا كلام للاستهلاك، لا انتخابات في ظل وجود
السلاح، الذي يقصدونه هو سلاحنا، سلاح المقاومة،
ينافي الانتخابات وصحة التمثيل، إذاً يجب أن نقول
إن انتخابات 2005 باطلة وما بُني على باطل هو
باطل، و2009 انتخاباته باطلة وما بُني على باطل
فهو باطل، وأن أغلبيتكم التي كانت باطلة وأن
حكومتكم باطلة... فلنخرج من هذا البحث.
الانتخابات يجب أن تجري في موعدها، وهذه مصلحة
وطنية ومصلحة اللبنانيين جميعاً، ونحن معنيون
جميعاً أن نهيئ المناخات الطبيعية والسليمة لإقامة
الانتخابات النيابية في موعدها.
في قانون الانتخاب، نحن بكل صراحة، بخلفية وطنية
وليس بخلفية حزبية، بخلفية حزبية أحب أن أقول لكم:
أي قانون انتخاب بالنسبة لحزب الله، حزب الله
يحافظ من خلاله على حصته النيابية، أي قانون
انتخاب، 60، 2000، أكثري، نسبي، محافظات خمس،
محافظات ست، دوائر وسطى، أو أي قانون أردتموه فنحن
حصتنا "واصلتنا". لكن ما ينتجه قانون الانتخاب
حقيقة هو الاختلال أو الخلل في التمثيل الوطني،
هناك شعور لدى شرائح واسعة من الناس بأنها غير
ممثلة في المجلس النيابي وأنها غير قادرة أساساً
على الوصول إلى المجلس النيابي، فعندما نذهب إلى
النظام الأكثري سواءً عملنا دوائر موسعة أو وسطى
أو صغرى مثل قانون الستين، دائماً القوى السياسية
الكبيرة تركّب محادل! إذا كان هناك قوة سياسية في
لبنان حصّلت مجموعة أصوات في هذه الدائرة وهذه
الدائرة وهذه الدائرة إذا جمعناهم يُدخلون لهذه
القوى نائباً أو نائبين أو ثلاثة، أما في النظام
الأكثري فلا تدخل نصف نائب، وهي تشعر بأنها
مستبعدة، وتشعر بالقهر.
نحن كحزب كبير يمكن أن تكون مصلحتنا النظام
الأكثري، كحزب كبير يمكن أن تكون مصلحتنا تقسيم
معين للدوائر، فنركّب نحن وحلفاؤنا محادل ونسير
بها.
لكن إذا ذهبنا إلى المستوى الوطني وأردنا أن تشعر
كل الشرائح في لبنان بأنها ممثلة في المجلس
النيابي، إذا أردنا تمثيلاً حقيقياً في المجلس
النيابي، الحق والموضوعية والعدل والانصاف تقول إن
النظام النسبي هو النظام الأفضل.
النظام النسبي لا يلغي أحداً، نعم يلغي الأحادية
في الطوائف، صحيح. النظام النسبي يلغي الأحادية
بالطوائف، هذا صحيح. لكن من قال إن الأحادية في
الطوائف هي أمر سليم للبنان، أو الأحادية في
المناطق هي أمر سليم في لبنان.
النسبية تتيح الفرصة أمام ثنائية أو ثلاثية في
المناطق وفي الطوائف، وهذا يعني التمثيل الأفضل في
المجلس النيابي. أنا لا أريد الآن أن أشرح حسنات
النسبية، ولكن أريد أن أقول إننا نحن في حزب الله
نؤيد مشروع النسبية. إذا كان لبنان دائرة انتخابية
واحدة يكون ممتاز كثيراً، وإلا فالمحافظات الخمس
أو دوائر واسعة لنضمن أفضل إمكانية تمثيل، لأنه في
الدوائر الصغرى عندما تضع نسبة مئوية، هناك أناس
يمكن أن لا يحصّلوا النسبة المئوية ويبقوا خارج
التمثيل. أنا وإخواني ونوابنا ومراكزنا وإعلامنا
إن شاء الله سوف نبدأ بشرح هذه الفكرة، ونساهم،
لأن هناك من سبقنا إليها، ونحاور حلفاءنا
وأصدقاءنا وكل شركائنا في الوطن على هذه الفكرة،
ولكن أقول: لا نغلق الباب، نحن لا نغلق الباب، لا
نقول إما النسبية وإما لا انتخابات نيابية، إما
النسبية وإما الطوفان، لا، هذا غير صحيح في
الممارسة السياسية الوطنية والداخلية.
أصل إلى النقطة الأخيرة التي أريد أن أعقب بها
وأتمنى أن تستمعوا إلي قليلاً رغم أني أصبحت في
آخر الخطاب، أريد أن أعقب قليلاً على حوادث 7 ايار
و11 أيار. في كل سنة في مثل هذا الوقت يُفتح هذا
الموضوع ويتم استخدامه من قبل جهات سياسية في
لبنان، يستخدم طبعاً للتحريض الذي يأخذ منحاً
طائفياً ومذهبياً. هناك ثلاث خلفيات: إما أن
الشباب هناك يقول حزب الله يريد أن يرد أو لا يرد
فلنتحدث في هذا الموضوع لأننا في هذا الموضوع
نستطيع أن نستفز فيه الغرائز والمشاعر والعواطف
ونحرض به مذهبياً وطائفياً ونشد به عصب تيارنا أو
حزبنا أو جماعتنا، ردّ حزب الله أم لم يرد.
يمكن أن تكون هناك خلفية أخرى أي ما دام حزب الله
لا يرد فيبدو أن منطقه ضعيف فلنهاجمه وطبعاً هم
يفتقدون للكثير من المنطق القوي والطرح القوي.
ثالثاً، يمكن أن تكون خلفية الموضوع هو جرّنا
دائماً إلى سجال، فهم يتحدثون ونحن نتحدث فيلتهب
البلد بالخطابات والسجالات، وحساسية الموضوع هنا،
أنهم دائماً يحاولون أخذه على البعد الشيعي -
السني فيقولون نحن نفتح هذا السجال فإذا سكت حزب
الله فنحن رابحون وإذا ردّ حزب الله فنحن أيضاً
رابحون، رابحون على حساب ماذا؟ على حساب توتير
الناس والشارع.
أنا اقول أولاً: إذا أردنا الذهاب إلى انتخابات
سليمة وهادئة وحقيقية، وأردنا الحفاظ على استقرار
وأمن بلدنا، علينا تجنّب التحريض. كل الأطراف
عليها تجنب التحريض لأن التحريض قد يؤدي إلى فلتان
الوضع الأمني. مَن بعدُ قادرٌ على السيطرة على
الوضع الأمني؟ كل ما حولنا يضج بالأحداث والتطورات
والأوضاع النفسية الضاغطة، نحن في لبنان بالعكس،
نحن عندما نقول إننا معنيون بالتعاون لنحافظ على
الأمن والاستقرار في لبنان، تجنب أي صدام في
لبنان، رغم أن هناك انقساماً سياسياً حاداً وحتى
انقسام اعلامي حاد حول قضايا مثل سورية وغيرها
ومثل سلاح المقاومة، مع ذلك لنحرص على الجو.
عندما تذهب الأمور
باتجاه هكذا مستوى من الخطاب وهذا المتسوى من
التحريض هناك نحتاج للتعليق بهدوء.
نحن عندما لا نعقّب
ولا نردّ، فهذا ليس ضعفاً أبداً وإنما حرصاً على
مناخات البلد، حرصاً أن لا يأخذ أحد هذا البلد الى
المزيد من التشنج الطائفي والمذهبي حرصا على أن لا
يأخذ أحد هذا البلد إلى أي مواجهة داخلية أو إلى
أحداث تفلت من أيدينا جميعاً، وإلا فنحن أيضا
لدينا معطياتنا ووثائقنا ومستنداتنا ومراجعات
حلفاء وأصدقاء كانوا في سبعة أيار، وتلك الأحداث
وما كان يعد لبيروت وللبنان من استقدام آلاف
المقاتلين إلى بيروت، حتى لو نفى أحد فهذا شأنه،
لكن هذا معروف، فاستقدام الاف المقاتلين واكتظاظ
بيروت بالمراكز المسلحة، التحضير لخطة عمليات في
بيروت قبل تلك الحادثة، التحضير لإحداث فتنة شيعية
سنية في لبنان وعلى أساسها يتم استقدام تدخل عربي
ودولي بعد فشل اسرائيل في حرب تموز، هذا كله لدينا
معطياتنا وقراءتنا وحاضرون يومياً، كل يوم لنقول
ونتحدث به بلغة هادئة، وبلغة تحريضية أيضا، لكن
إلى أين يصل البلد.
وأيضا لدينا كل
معطياتنا حول قرار الحكومة في ذلك الحين، في خمسة
أيار، لاستهداف سلاح الإشارة في المقاومة. قبل عدة
أيام كان لدي لقاء داخلي مع بعض الأخوة المعنيين
بالاتصالات وبسلاح الإشارة، كنا نتحدث وهم شرحوا
ما حدث في حرب تموز وما هو الذي قد يحدث لاحقاً،
ويوماً بعد يوم، يكتشف الانسان أهمية سلاح السلكي
في أي مواجهة يمكن أن تحصل، تلك الحكومة أخذت
قراراً بضرب هذا السلاح الذي هو ليس من أهم اسلحة
المقاومة وإنما هو أهم سلاح في المقاومة على
الأطلاق، لمصلحة من؟ لمصلحة أمريكا، لمصلحة
إسرائيل، وهي التي أيضاً قررت أن توقع الفتنة بين
حزب الله والجيش اللبناني وقوى الأمن والمؤسسات
الأمنية الرسمية.
يستطيع حزب الله أن
يقف ويقول نحن فقأنا عين الفتنة، نحن منعنا الفتنة
الشيعية السنية، نحن اجهضناها في مهدها، نحن حفظنا
البلد من الاقتتال الطائفي والمذهبي، نحن حفظنا
المقاومة، حفظنا ما يحمي لبنان وما يردع العدو،
نحن قدمنا شهداء أعزاء نفختر بهم ولا نخجل بهم
أبداً من أجل أن نفقأ عين الفتنة، من أجل أن نقطع
الطريق على الفتنة، ونحن لم نستهدف طائفة من
الطوائف على الإطلاق. لم نستهدف ولم نكن نريد أن
ندخل في صراع مع أحد، لا مع هذه الطائفة ولا مع
تلك الطائفة، وكنا حريصين جداً على المسارعة لوأد
الفتنة ولتضميد الجراح ولمعالجة الأمور، لأن
السلكي بقي والفتنة سقطت والمؤامرة ووجهت بالفشل.
نحن لدينا كلام كثير
يمكن أن نقوله ولدينا معطيات كثيرة ولدينا كثير من
الأفلام الوثائقية ولدينا كثير من المشاهد ونحن
لدينا خطباء كثر وبلغاء أيضاً وشعراء عديدون. نحن
في الحرب النفسية اسرائيل "ما عدم تهدي معنا
وتعترف لنا بالحرب النفسية" تريدون خوض حرب نفسية
وأعلامية وتحريضية فينا؟ لسنا ضعافا ولا خجولين
أبدا.
نعم قلنا عن تلك
الأحداث إنها احداث مؤسفة، لأنها كانت تريد أن
تستخدم بيروت وأهل بيروت ضد المقاومة وضد سلاح
المقاومة، هذه المقاومة التي هي أحد آمال
اللبنانيين، وأحد آمال الشعب الفلسطيني، وأحد آمال
هذه الأمة، وكان يجب أن لا يحصل ما حصل.
أي أحد يريد أن
يقارب تلك الحوادث يجب أن يقاربها من جميع
الزوايا، لا أن يأخذ مشهداً واحداً أو جانباً
واحداً أو مفردة واحدة. ما حصل في بيروت مواجهة،
ليس اعتداء طائفة على طائفة، أو حزب اعتدى على حزب
أبدا. مواجهة لها أسبابها ولها ظروفها ولها
خلفياتها المحلية والإقليمية والدولية. لذلك أنا
أرجو أن لا يستخدم هذا الأمر، ونحن حتى الآن
قرارنا أن لا ندخل في سجال. اكتفيت بهذا المقدار،
ولاحقاً هم الجماعة يفهمون والناس أيضاً إذا
سمعوهم يؤكدون على هذا الملف، ونحن كنا صامتين،
حرصاً لا ضعفاً، حرصاً على البلد، لا ضعفا في
القول ولا في الحجة ولا في المنطق. بالعكس نحن
نريد أن نلمّ كلّ هذه الحراح.
نعم هذا الأمر
يستخدم، عذراً أود الحديث بصراحة في نهاية الكلمة،
نعم يستخدمه اليوم تيار المستقبل وأنا اعتقد انه
سيبقى يستخدمه حتى موعد الانتخابات، لأنه لا يوجد
شيء آخر عند تيار المستقبل يمكن أن يستخدمه لا
شيء. ما هو المشروع الوطني القومي الإصلاحي العظيم
الذي يمكن أن يقدمه تيار المستقبل بعد كل هذه
التجارب للشعب اللبناني، ويسارع تيار المستقبل إلى
استخدام اللغة الطائفية، بسرعة يحوّل الموضوع الى
سني شيعي، هذا ليس صحيحاً.
"سبعة أيار" لم تكن
بين الشيعة والسنة، كان بين فصائل من حلف معين
وتيار المستقبل في بيروت، ليس مع أهل بيروت، ليس
مع السنة في لبنان، أبداً هم حاولوا أخذ الموضوع
إلى بعد طائفي، هم قاربوا الموضوع في بعض المناطق
كما حصل في الشمال بخلفية طائفية أو مذهبية. تيار
المستقبل سيستخدم هذه اللغة لأنه مصرّ على
الأحادية في الطائفة السنية. تعرفون لماذا؟ لأن
تيار المستقبل حاد جداً في رفض النسبية، مع أن
لديه جمهور واسع، الحزب التقدمي الاشتراكي من
الممكن ان تتفهم أسبابه، تيار المستقبل لديه
امتداد كبير لا يستطيع أحد أن ينكره، لكن لا يمكن
لتيار المستقبل ادعاء أحادية التمثيل لطائفة معينة
كما لا نستطيع أن ندّعي نحن أحادية التمثيل لطائفة
معينة.
لأؤكد هذا المعنى،
في انتخابات العام 2009 وبالرغم من التحريض
الإعلامي والسياسي والمذهبي والطائفي الذي استخدمه
تيار المستقبل ضد اللوائح الأخرى من إخواننا السنة
المنتمين في ذلك الوقت إلى خط المعارضة، إلى هذا
التحالف، سمّوه الثامن من آذار سمّوه المعارضة
الوطنية وقتها سمّوه ما شئتم، في كل المناطق من
الشمال إلى الجنوب استخدم التحريض ضد السنة في
اللوائح المعارضة لتيار المستقبل.
قيل عنهم إنهم قتلة
وبعضهم قيل إنه تشيع وبعضهم قيل إنهم عملاء ولم
تبقَ صفة إلا واستخدمت ضدهم واستخدم ضدهم الترهيب
وأطلقت النار على بعض البيوت والبعض فجرت سيارتهم،
تذكرون العام 2009، واستخدمت في وجههم دماء الرئيس
الشهيد رفيق الحريري، واستخدم في وجههم مليار
ومئتي مليون دولار أنفقها الفريق الآخر في
انتخابات 2009،
ومع ذلك فالإحصاءات تقول إن 35
بالمئة من الناخب
السني على أقل التقادير أعطى صوته للخط المعارض
لتيار المستقبل، في أسوأ ظروف سياسية ومذهبية
وإعلامية ومالية وأمنية وترهيبية. هؤلاء ال35
بالمئة كيف يعبّرون عن انفسهم في قانون انتخابات
نسبية؟ لا يستطيع أحد أن يقول أنا زعيم السنة، أنا
أمثّل السنّة وبالتالي، وباسم إنني زعيم السنة، لا
يعرف أحد أين أبيع ولا يعرف أين أشتري ولا يعرف
أين أفتح ولا يعرف أين أبرم صفقات "وخلينا ما
نكفّي أكثر من ذلك".
تفضلوا الى النسبية،
عندها كل أحد يقول من يمثل السنة ومن يمثل الشيعة
ومن يمثل المسيحيين ومن يمثل الدروز ومن يمثل كل
الطوائف ونتحدث عن تمثيل صحيح.
أنا ما أود التعقيب
به الدعوة إلى عدم استخدام هذه الأحداث في سجالات
قد تؤذي البلد وتجنّب التحريض الطائفي والمذهبي
والمناخ الموجود في المنطقة. "يكفي
بعض الفلتانين البلا قيم ودين على بعض مواقع
الإنترنيت من شيعة وسنة، هم يكفون بالتحريض".
هذا بلدنا، انظروا
ماذا يجري من حولنا، لنحافظ على سلامة بلدنا، على
استقرار بلدنا، على أمن بلدنا، وكلنا نقبل
الاحتكام للانتخابات النيابية.
نحن في انتخابات
العام 2009، عندما حزتم أنتم على الغالبية
بالتركيبة السياسية في ذلك الوقت، قلنا لكم مبروك
والله يعطيكم العافية، وقلنا لكم لن نتحدث لا
بالأموال ولا بالتزوير ولا بشراء الأصوات، على ما
هي عليه، مبارك لكم، وتعاطينا معكم كاكثرية، وقلنا
لكم إننا حاضرون أن نشارك في حكومة وحدة وطنية في
ذلك الوقت.
إذاً نحن نقبل أن
نحتكم للانتخابات النيابية في لبنان، نقبل أن
نحتكم للعملية السياسية في لبنان، ولا نحتكم إلى
السلاحـ ولم نحتكم الى السلاحـ ولن نحتكم إلى
السلاح، لم ولن.
إذاً مسؤوليتنا أن
نحافظ على بلدنا، نذهب جميعا لتأمين مناخات صحية
وسليمة لعملية سياسية تعيد الإعمار السياسي للبنان
على قاعدة تمثيل صحيح وشراكة صحيحة وحقيقية لكل
فئات وطوائف ومذاهب وشرائح وقوى الشعب اللبناني.
مجدداً ابارك لكم
اليوم والمناسبة والانجاز والانتصار وبارك الله
فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|